اخبار العراق
الحكومة تتعهد بتعديل وزاري جريء ومتظاهرون يتوعدون بدخول الخضراء
الارض لا يبدو ان الاجراءات الحكومية غير مقنعة بالنسبة للمتظاهرين الذين يلزمون الشارع في بغداد والمحافظات للأسبوع الرابع على التوالي.
قال سعد الحديثي، المتحدث باسم الحكومة، إنه يجري حاليا العمل على تعديلات وزارية كبرى تطال الوزارات الخدمية والاقتصادية، على أن يكون الوزراء الجدد غير تابعين للكتل السياسية.
وأضاف الحديثي، لـ(سبوتنيك) إن رئيس الوزراء، عادل عبد المهدي، يعمل جاهدا على اختيار الوزراء الجدد من أجل التعديل الوزاري الذي سيذهب به قريبا إلى البرلمان، حيث تطول الإصلاحات عددا من الوزارات من أجل التسريع بالإصلاح المالي والإداري وتحسين الواقع الخدمي لمعيشة المواطن من خلال الوزرات المزمع التغيير فيها.
وتابع الحديثي “سوف يعتمد رئيس الوزراء معايير جديدة في عملية الاختيار، بأن تتم عملية الترشيح من خارج الكتل السياسية في البرلمان، وسوف يقدم للبرلمان أسماء سيختارهم هو بنفسه وفقا لقناعة شخصية منه بقدراتهم وكفاءاتهم”.
وأشار المتحدث الرسمي إلى أن الحكومة الحالية بها من 5 إلى 6 حقائب لم يتم ترشيحهم من جانب الكتل السياسية واختارهم رئيس الوزراء على أساس الكفاءة، وبالتالي يرغب رئيس الحكومة في استكمال ما بدأه بعملية اختيار الكفاءات ليقارب عدد الحقائب التي يتم اختيارها للكفاءة إلى نصف عدد الوزراء تقريبا، وهذا هو أهم مطالب الإصلاح، مع وضع آلية جديدة لعملية اختيار القيادات والمناصب العليا في العراق والانتهاء كليا من نظام الكتل والمحاصصة، وتلك الخطوة ستكون هامة لإثبات جدية الحكومة في اتجاه الاستجابة للإصلاح.
ويشهد العراق منذ مطلع تشرين الأول الماضي احتجاجات واسعة للمطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية ومحاربة الفساد وإقالة الحكومة وحل البرلمان، وإجراء انتخابات مبكرة.
في بغداد نجح المحتجون بالعودة الى جسر السنك وسيطروا على ساحة الخلاني بضمنها مبنى ضخم يعتبره المتظاهرون والقوات الامنية مكانا ستراتيجيا عشية تفجير استهدف ما يقارب 20 متظاهرا في مكان قريب من ساحة التحرير.
وقررت قيادة عمليات بغداد صباح السبت سحب وحداتها من المنطقة التي كانت تفصل بينها وبين المتظاهرين كتل إسمنتية، ما سمح للمتظاهرين بالتقدم والاعتصام عند بداية جسر السنك. وقال متظاهر بفخر إن “القوات الامنية انسحبت الى خلف الخط الثاني من الجدران الخرسانية على جسر السنك”.
بدورها، قالت امرأة طاعنة بالسن أتت من مدينة البصرة في جنوبي البلاد للانضمام إلى التظاهرات متوجهة إلى رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي “خسرتوا كل العراق، ليس نحن فحسب”.
واضافت وهي تشير إلى المنطقة الخضراء “إطلع برة (…) لا مكان لك هنا. إن شاء الله سنكون الليلة في الخضراء”.
وتسلق العشرات من المتظاهرين جدران مرآب كبير للسيارات يطل على نهر دجلة إلى جانب جسر السنك، ورفعوا لافتات مساندة للتظاهرات.
وتحسباً لتفجير آخر، بدأ المتظاهرون السبت بتفتيش جميع الداخلين إلى ساحة التحرير. وقال أبو كرار الآتي من البصرة أيضاً “يوم أمس وقع انفجار إثر خرق أمني، لكن اليوم كثفنا من الحواجز وهذه المشكلة لن تتكرر”. وفي الناصرية حدث تفجير مشابه فيما تستمر التظاهرات، إذ اسفر تفجير عبوة ناسفة محلية الصنع استهدف مكتبة المتظاهرين في ساحة الحبوبي بالناصرية ليلة الجمعة عن اصابة 11 جريحا حالة احدهم حرجة.
بدوره قال مصدر طبي في دائرة صحة ذي قار لـ(لمدى) ان “مستشفى الحسين التعليمي استقبل 11 جريحا اثر انفجار عبوة ناسفة في ميدان التظاهرات في الحبوبي”، مشيرا الى ان “جميع حالات الجرحى مستقرة الا حالة واحدة مازالت حرجة نتيجة التعرض لاصابة مباشرة بالرأس”.
واشار المصدر الى ان “معظم الاصابات كانت ناجمة عن تطاير كرات حديدية صغيرة كانت جزءا من تكوين العبوة الناسفة”.
وتواصلت التظاهرات في الناصرية واقضية الشطرة والرفاعي وسوق الشيوخ وقضاء الغراف بمشاركة الآلاف من الاهالي والطلبة والنقابات المهنية والاكاديمية.
وقد شهد قضاء الغراف (30 كم شمال الناصرية) اشتباكات بين القوات الامنية والمتظاهرين وحرق اطارات فضلا عن حرق منزل عضو مجلس بلدي الغراف عادل حسن الرماحي.
وقال الناشط الاعلامي ياس الخفاجي لـ(المدى) ان “اكثر من الف متظاهر من الشباب تجمعوا في ساحة الاعتصام وسط الغراف وانطلقت مجموعة منهم بعدها لمحاصرة بيت عضو في المجلس البلدي ومن ثم حرقوه”، لافتا الى ان “القوات الامنية قامت بتفريق المتظاهرين بالغاز المسيل للدموع والهراوات عقب ذلك وملاحقتهم في الشوارع الفرعية واعتقال عدد منهم”.
ولفت الى ان “القوات الامنية افرجت في وقت سابق من يوم الجمعة عن 48 معتقلا من المتظاهرين كانت قد اعتقلتهم خلال تظاهرات الايام المنصرمة”.