الاخبار العربية والعالمية
بعد احتضانه محادثات سعودية إيرانية.. توقعات بلعب العراق دوراً لاحتواء الاحتقان الإقليمي
كشفت صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية، يوم الأحد، عن استضافة العراق للقاء جمع مسؤولين سعوديين وإيرانيين ضمن جهود احتواء التوتر المتزايد بين البلدين، فيما رجح مراقبون أن يكون للعراق دوراً مهماً في تخفيف الاحتقان الإقليمي.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين مطلعين، قولهم إن بغداد شهدت في التاسع من شهر نيسان الجاري محادثات بين “مسؤولين سعوديين وإيرانيين كبار”، الأمر الذي ربما تنعكس نتائجه على الوضع في الشرق الأوسط.
ووصف أحد المسؤولين الجولة الأولى من المحادثات السعودية الإيرانية التي جرت في بغداد، بـ”الإيجابية”، بحسب ما نقلت عنه الصحيفة.
وفي العام الماضي، توقع مراقبون أن يصبح رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي وسيطا بين الخصمين الإقليميين السعودية وإيران، وذلك بعد زيارته الرياض وطهران على التوالي، خلال أول رحلة خارجية له منذ استلام منصبه.
وبالإضافة إلى صداقة الكاظمي مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، يتمتع كذلك بعلاقات جيدة أيضا مع أجهزة الاستخبارات الإيرانية.
وقبل نحو عقد توترت العلاقات بين طهران والرياض بسبب حروب بالوكالة في العراق وسوريا ولبنان واليمن، يدعم فيها كل من البلدين طرفا مختلفا من أطراف الصراع فيها.
ويقول المستشار السابق في وزارة الخارجية السعودية والكاتب والباحث في العلاقات الدولية، سالم اليامي، إن المملكة لا تمانع إجراء مثل هذه المحادثات، بحسب موقع الحرة.
وأرجع اليامي سبب عدم عودة العلاقات إلى “الجانب الإيراني الذي لا يفكر في حلول حقيقية للتوصل إلى علاقات متوازنة وطبيعية ومعقولة كما يحدث بين كل الدول”.
وقال “إيران تريد أن يكون لها تبعية أيدولوجية وسياسية ونووية أيضا”.
وبحسب الصحيفة البريطانية، فإن المباحثات التي قادها من الجانب السعودي خالد الحميدان رئيس المخابرات العامة، تضمنت هجمات جماعة الحوثي اليمنية، الموالية لإيران، على السعودية.
وينفي الحوثيون أنهم وكلاء لإيران ويقولون إنهم يحاربون نظاما فاسدا.
ويعتقد اليامي أن السعودية ستطلب من إيران “الكف عن التدخل في الشؤون الداخلية العربية، ورفع يدها عن نقاط التأثير في المنطقة العربية خاصة في لبنان وسوريا واليمن، والتعامل مع دول المنطقة بمفاهيم الصداقة المقررة في أدبيات التعاون الدولية، والتوقف عن أساليب الاستعلاء واستخدام المصطلحات التقليدية التي ورثها النظام السياسي الإيراني مثل مفاهيم تصدير الثورة ونصرة المستضعفين والقوة الطائفية في المنطقة”.
وأضاف “أظن أنها طلبات منطقية، وتتناغم مع مسؤولية ومكانة الدولة الحديثة المعاصرة التي لا تعمل بها إيران منذ أربعين عاما”.
وفي المقابل يرى مسعود الفك، الخبير في الشأن الإيراني، في حديثه مع موقع الحرة، أن تحسين علاقات إيران مع الدول العربية الكبرى مثل السعودية، سيؤدي بالضرورة إلى تحسين علاقاتها مع العالم العربي.
ويشير الفك إلى استفادة إيران من “التبادل التجاري والثقافي وتسهيل عمليات الحج والعمرة وغير ذلك” حال عادت العلاقات مع السعودية.
ويعتقد الفك أن “السعودية تريد من إيران التوقف عن التمدد في المنطقة، والتوقف عن دعم الميليشيات وخاصة الحوثيين”.
ويرى الفك أن الأزمة تكمن في أن السعوديين لا يرغبون في التعامل مع إيران إلا بعد استئناف علاقات جيدة معها، الأمر الذي ربما يحدث “شريطة أن تتوقف إيران عن دعم الميليشيات وبالأخص الحوثيين”.
وبالتزامن مع اتفاق العلا الذي وقعته دول الرباعي العربي مع قطر، في كانون الثاني الماضي، عرضت الدوحة أن تكون وسيطة بين السعودية والعراق للتوصل إلى مصالحة بينهما. لكن يبدو أن العراق فاز بالوساطة في النهاية.
وأواخر الشهر الماضي، زار السعودية رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الذي سبق وأن دعا بألا تكون بلاده ساحة للصراع الإقليمي.
ويقول رائد العزاوي الأكاديمي والباحث العراقي في العلاقات الدولية لموقع الحرة، إن العراق يستفيد من موقعه الاستراتيجي وعلاقاته الطيبة مع كل من السعودية وإيران لحلحة الأزمات في منطقة الخليج.
وأضاف “يرغب العراق في ألا يتأثر بإشكالات الدول المجاورة، وأخطرها ما يجري بين إيران والسعودية”.
وبحسب العزاوي، فإن العراق يريد من استضافته للمباحثات تقليل الضغط عليه بسبب الصراع بين السعودية وإيران، الأمر الذي سيؤثر على الاستقرار والتنمية في العراق.
وسبق أن عارض عدد من الميليشيات العراقية، الموالية لإيران، مشاريع استثمارية وتنموية سعودية في العراق. ويقول العزاوي إن العراق يسعى للاستفادة من القوة الاقتصادية الضخمة للسعودية، والحفاظ على علاقات مع إيران بعية عن التجاذبات والتدخل المباشر.