تقارير وتحقيقات
تقرير صادم عن انتشار المخدرات بالبصرة: وفرته خفضت سعره بنحو 90 في المئة
نشرت صحيفة الإندبندنت تقريرا لمراسلتها في البصرة، بيل ترو، بعنوان: “كيف يجتاح وباء الميثامفيتامين الكريستالي العراق”.
وتقول المراسلة إن “عصابات بيع المخدرات اكتسحت البلاد التي يواجه فيها الشباب الذين نشأوا وسط حروب، البطالة وغياب الدعم الحكومي”.
وتحدثت الصحيفة لشاب عراقي يبلغ من العمر 27 عاماً، طلب أن يطلق عليه اسم علي وهو اسم مستعار فقال إنّه “تنبه إلى أن المخدرات هي التي تستهلكه وليس العكس، عندما حاول بيع أنبوبة غاز للطهي سرقها من والديه. وذلك بعد أن كان قد باع هاتفه المحمول وسريره، لشراء عدد قليل من الغرامات الإضافية من الكريستال ميث”.
وتم إيقاف علي في النهاية عند نقطة تفتيش في أحد أحياء بغداد المهدمة بحسب الصحيفة. وقال لصحيفة الإندبندنت من مركز شرطة القناة في شرق بغداد، حيث يقضي عقوبة لأربعة أشهر لحيازة المخدرات “كنت في عالم آخر، كنا جميعاً نريد الهروب من حياتنا البائسة”.
علي هو واحد من آلاف من مدمني الميثامفيتامين الكريستالي في العراق، البلد الذي لم يكن حتى وقت قريب، قد عانى من انتشار المخدرات، حتى في الوقت الذي غرق فيه الأفيون والهيروين دولًا مثل إيران وأفغانستان، بحسب الصحيفة.
وتحدثت الإندبندنت مع أطباء عراقيين وصفوا الاستخدام المرتفع للكريستال ميثامفيتامين في البلاد بأنه “وباء خفي” – وحذروا من أنه أصبح أكثر خطورة منذ بدء انتشار فيروس كورونا.
وبحسب تقرير نشره المجلس الأطلسي في فبراير/شباط، فإن نحو 60 في المئة من سكان العراق تقل أعمارهم عن 25 سنة، في حين تقدر نسبة البطالة بين الشباب في العراق بـ 36 في المئة.
ويقول مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة إنّ هذا النوع من المخدر، أصبح المخدر الرئيسي المثير للقلق في البلاد، وحذر في تقرير فبراير/شباط من أنه بينما تم تهريبه مرة واحدة فقط من إيران المجاورة، يتم الآن تصنيع المخدر سراً في معامل داخل العراق، بحسب الصحيفة.
وأدى إدمان الميثامفيتامين إلى ارهاق نظام العدالة الجنائية العراقي الذي يواجه مشاكل في الأساس. وقالت فرق مكافحة المخدرات في سجن القناة، حيث يسجن علي، للصحيفة إن السجن به 217 مدمناً وتاجرا لمخدر الكريستال ميثامفيتامين”.
وقال الضباط للإندبندنت إن الأرقام ارتفعت بشكل كبير منذ عام 2017، بعد تدهور اقتصاد البلاد وسعر الكريستال ميث. وقال الرائد يابار حيدر للصحيفة: “في هذه المديرية، سجلنا زيادة بنسبة 40 في المئة في عدد المدمنين منذ عام 2017 وزيادة بنسبة 30 في المئة في تجار المخدرات”.
وقال إنه في عام 2017 كان الغرام الواحد يكلف نحو 100 دولار، لكنّه الآن يباع في بعض المناطق مقابل أقل من 20 ألف دينار عراقي.