ثقافة وفنون
قصر الثقافة في البصرة شهد أقامة حفل تأبيني في أربعينية القاص والروائي الكبير اسماعيل فهد اسماعيل
شهد قصر الثقافة في البصرة مساء اليوم الخميس حفلا تأبينيا لأستذكار القاص والروائي الكبير أسماعيل فهد أسماعيل بمناسبة أربعينيته بحضور نخبوي متميز و بمشاركة قيّمة من عدد من كتّاب القصة والروائيين والنقاد والأدباء المعروفين في الوسط العراقي والعربي وأكثرهم يعدوّن من أصدقاء وأحبة الراحل ومن قرّائه ، وكان حفلا تأبينيا يليق بمكانة إسماعيل فهد إسماعيل، الذي رحل عن الدنيا يوم الثلاثاء، 25 ايلول 2018 عن عمر 78 عامًا، بعد حياة طويلة حافلة بالإنتاج الأدبي الأبداعي وكان إسماعيل قبل رحيله بيومين شاهدا ومشاركا فى افتتاح الموسم الثامن للملتقى الثقافي، الذى أداره القاص والروائى طالب الرفاعى، والذى ناقش خلال الأمسية رواية (صندوق أسود آخر) للروائي الراحل.
استذكارات ودراسات شهدها الحفل التأبيني
عن مسيرة الفقيد اسماعيل فهد اسماعيل
الحفل التأبيني الذي أداره الدكتور عباس الجميلي تحدث فيه عدد من المبدعين وهم : الدكتور سلمان كاصد رئيس اتحاد ادباء وكتّاب البصرة والناقد جميل الشبيبي والاديب محمد جواد احد اصدقاء الفقيد والذي حضر من الكويت وقد رافق الفقيد اكثر من 40 عاما وشارك ايضا القاص والروائي محمد خضير والاديب جاسم العايف والقاص والروائي الدكتور لؤي حمزة عباس والاديب قاسم حنون واخيرا ألقى ممثل عن عائلة الفقيد الكبير الاستاذ اسماعيل فهد اسماعيل من منطقة السبيليات في قضاء ابي الخصيب في البصرة كلمة بالمناسبة .
الجمال الأبداعي الذي رافق كتابات
الراحل الكبير اسماعيل فهد أسماعيل
وبشكل عام تحفل الحياة الأبداعية للقاص والروائي اسماعيل فهد اسماعيل بالكثير الكثير من جماليات الفعل الأدبي المتجدد وقد أثمرت رحلة الروائي على ما يزيد عن أربع وعشرين رواية، بداية من ( كانت السماء زرقاء) إلى في (حضرة العنقاء والخل الوفي) وإلى (طيور التاجي) علما بأن غواية التجريب عند بعض المبدعين عادة ما تُطلب لذاتها فيخفت التفاعل مع الواقع الحياتي نسبيا تحت وطأة الرغبة في تجدد المغامرات التجريبية، كما أن الأدب الواقعي كثيرا ما يقع في مأزق فوتوغرافيا التسجيل والرصد فقط، ويقف عند حدود الانعكاس للواقع، وهو ما يفقد الأدب عوالم الخيال والفانتازيا واللعب بالتقنيات وان الجمال الأبداعي الذي رافق الراحل الكبير اسماعيل فهد أسماعيل يحمل الكثير في تقنياته التي تنزع للتجدد الدائم فلسفة أفكاره، مع الأبعاد السردية العميقة، والمتدرجة المستويات في كل تقنية على حدة، وهي الحامل المتضمن قضاياه الإنسانية المتشعبة والموجعة التي يكتوي بها واقعه ويصل من خلالها إلى قارئه ؟ كيف يشكلها في تنوع فني مدهش ومثير، ممهور ببصمة الإبداع المتجدد، وكيف تعبر كتاباته عن قضاياه التي عادة ما تحمل مستويات فكرية وأوجه طرح للحقائق متعددة ومتباينة في واقع مأزوم ومحير .
اسماعيل فهد اسماعيل كان حاضرا في
قصر الثقافة في 17شباط الماضي
المبدع الكبير اسماعيل فهد اسماعيل كان موجودا في قصر الثقافة في البصرة مساء يوم السبت 17/ شباط /2018 حيث ضيّفه قصر الثقافة للأحتفاء به وبصدور الطبعة العراقية من روايته ( السبيليات) والذي حضر الى قصر الثقافة وتحدث لمحبيه ومتابعيه من مبدعي مدينة البصرة ومثقفيها الذين اكتظت بهم قاعة القصر ونذكر أنه قال في حديثه من على منصة الأحتفال في القصر:
الكاتب الذي لا يستقر على
أسلوب لا يستقر له قراؤه
بدأت الكتابة الواعية قبل أكثر من نصف قرن لعل إصراري على مزاولة التجريب هو الذي جعلني غير معروف لدى عامة القراء العرب، فالكاتب الذي لا يستقر على أسلوب لا يستقر له قراؤه وعندما يضع الكاتب نصب وعيه أنه يخاطب قارئا نبيلا نبيها في الوقت ذاته، يلزمه احترام ذكاء شريكه ولمّا يضع الواحد نصب وعيه أنه يخاطب قارئا نبيلا نبيها في الوقت ذاته، يلزمه احترام ذكاء شريكه، ولأنه شريكه يتوجب تحقيق فسحة مشاركة في كتابة العمل، وبعكسه لا توجد فراغات وسط المعاني تقتضي إشغال الذهن بمعالجتها، القارئ حسب رأيي يعيد كتابة النص خلال تلقيه له وإن رسالة الأديب هي أولاً العطاء بكل أشكاله ومجالاته.
وان الكتابة معاناة واحتراق، إذ لا إبداع بدون معاناة
انا مشروع دائب وقلق كي
أكون فعالا في زمني وبيئتي
والكاتب في رأي اسماعيل فهد اسماعيل: تشكيل وتعبير عن كل قراءاته، إضافة إلى تجاربه الشخصية ونمط حياته، واندماجه في الحياة، ومدى رد فعله الإيجابي أو السلبي حيالها، إنه يكتب في العام والخاص ، فالكاتب أيا كان ومهما كان يظل كحركة فردية جزءاً من الحركة الكلية
يقول عن نفسه: (إني مشروع دائب وقلق كي أكون فعالا في زمني وبيئتي، وإني أغص، وإني أبحلق في قاع مرآتي الموشورية، فأجد هذا المشروع مطوقاً بالصعاب، مهدوداً بالشكوك والوساوس… وهنا بدأ بحثي الدائب عن الكلمة – الفعل، كلمة عارية كثيفة تكشف الواقع وتغيره في الوقت ذاته
هذا هو إسماعيل فهد إسماعيل
وجاء في الحفل تسليط الضوء عن شخصية إسماعيل فهد إسماعيل.
وكان متواضعا حد الدهشة، منكرا لذاته، بشوشا رقيقا، ذكيا لطيفا، متحدّثا لبقا، صديقا حميما يشاطرك الأفراح والأتراح، دمثا ودودا، يتساوى عنده في التقدير والاحترام الكبير والصغير ويجبرك بلطفه على التقرب منه واحترامه، وأمام هذا النموذج الصادق مع ذاته والآخرين لاتملك إلا أن تشعر بالإكبار لهذا الرجل.
البدايات
وقد بدأ حياته الأدبية في أوائل الستينات، ومنذ ذلك التاريخ وهو مستمر في العطاء المتميز وقد تحولت الكتابة عنده إلى احتراف منذ أعوامها العشرة الأولى، وقال إن تأثره بالسينما من خلال إلغاء دور الراوي، وترك الحدث يعرض نفسه ولفت إليه اهتمام بعض النقاد الحداثيين ، وكانت بدايته متواضعة وفي الوقت نفسه طموحة، وبعيدة عن التقليدية وبعيدة أيضاً عن حب الشهرة، وبدأ إسماعيل فهد إسماعيل تجربته في الإبداع الأدبي بكتابة القصة القصيرة، إذ أصدر عام 1965 مجموعة قصصية بعنوان (البقعة الداكنة) التي كشفت عن بدايات التجربة الإبداعية لديه، وهي محطة جعلته يفكر بضرورة استيفاء شروطه الثقافية والفنية، فأخذ يستبعد فكرة النشر وينكب على القراءة أكثر، حيث يرى أن الكاتب لابد أن يكون ملماً بلغته عاشقا لها، وأن يكون مدركا للتغيرات المتحكمة بمجتمعه وعصره، وأن يعايش تجربته وخبرته الى حد الالتحام، فالكتابة وظيفة اجتماعية مسؤولة عن المشاركة في التغيير، ما يجعل الكاتب يطالب نفسه بموقف فكري معين إزاء قضايا مجتمعه وعصره.
الانطلاقة الحقيقية لتجربته الإبداعية
أما الانطلاقة الحقيقية لتجربته الإبداعية فقد تمثلت في روايته الأولى (كانت السماء زرقاء) من القاهرة… انطلق بعدها من رواية لأخرى ومن كتاب إلى آخر… وهي تعد البداية الفنية الحقيقية له، فقد تصدَّر الشاعر صلاح عبد الصبور الرواية بمقدمة أشار فيها إلى أن هذه الرواية تعد من أهم الروايات التي صدرت في أدبنا العربي – في ذلك الحين، وقال أيضا عنها: (هذه الرواية لن تمتع القارئ المتعجل… لكنها ستزعج القارئ المخلص الرصين الى التفكير)
شكرا لقصر الثقافة
و شهد الحفل التأبيني أقامة جناح لمؤلفات الراحل اسماعيل فهد اسماعيل من المجموعات القصصية والروايات والكتب كما تم عرض فيلم بالمناسبة عن حياة الفقيد من اخراج المخرج المبدع كاظم حسين.
وفي ختام الحفل التأبيني شكر الدكتور عباس الجميلي قصر الثقافة والفنون في البصرة ومديره الأستاذ عبدالحق المظفر وكادر القصر والذي هيأ القاعة وكل مستلزمات انجاح الحفل.