تقارير وتحقيقات
البصرة تسجل النسبة الأعلى في الأمراض السرطانية وتوجيه اتهامات لشركات النفط
مع تفاقم أزمتَي انقطاع الكهرباء وشحّ المياه اللتَين تزامنتا مع ارتفاع قياسي في درجات الحرارة والرطوبة، تشير تقارير صدرت أخيراً إلى ارتفاع كبير في نسب الإصابة بأمراض سرطانية في محافظة البصرة، فيما لا يزال أهالي المحافظة ينتظرون تنفيذ وعود الحكومة المركزية ببناء مستشفى متخصص للسرطان في البصرة وتوفير العلاجات اللازمة والرعاية للمصابين به.
وتُعَدّ البصرة والفلوجة، المنطقتَين اللتَين تُسجَّل فيهما أعلى نسبة إصابات بالسرطان، ويعيد مسؤولون ومراكز بحوث وجامعات عراقية الأمر إلى مخلّفات الحرب، لا سيّما اليورانيوم وسواها من الأسلحة الخبيثة التي استخدمتها القوات الأميركية في البصرة في عام 2003 والفلوجة في عام 2004، بالإضافة إلى التلوّث البيئي الناجم عن حقول النفط ومخلفات الشركات النفطية الأجنبية والمحلية العاملة في البصرة.
وأعلن مدير مكتب مفوضية حقوق الإنسان في البصرة، مهدي التميمي، في وقت سابق، ارتفاع معدلات الإصابة بأمراض سرطانية، مشيراً إلى تسجيل 700 إصابة كمعدّل شهري في المحافظة البالغ عدد سكانها نحو ثلاثة ملايين نسمة.
وأكّد التميمي، أنّ هذه النسبة تعدّ الأعلى في محافظة عراقية، معيداً الأسباب إلى مخلفات الحرب الملوّثة باليورانيوم، وكذلك الملوّثات النفطية.
ورجّح، ارتفاعاً أكبر في معدلات إصابة سكان البصرة بالأمراض السرطانية في خلال الأشهر المقبلة، لافتاً إلى ان الحكومة لا تملك أيّ برنامج لمواجهة الأمراض السرطانية في البصرة، وتجاهلت كل المناشدات التي وُجّهت إليها منذ أشهر.
من جهته، يقول عضو لجنة الصحة والبيئة النيابية، جواد الموسوي، في تصريح لصحيفة العربي الجديد ش، إنّ “مرضى السرطان في العراق في تزايد، لا سيّما في المناطق الجنوبية، وتحديداً في البصرة”، مبيناً أنّ “ذلك يعود إلى عوامل كثيرة طبيعية وغير طبيعية، ولعلّ أبرزها زيادة عدد السكان وكذلك التغيّرات البيئة في العراق، فضلاً عن الحروب وما رافقها من عمليات قصف تقليدية وغير تقليدية عبر استخدام اليورانيوم وغيره”.
ويضيف الموسوي، أن “من بين الأسباب أيضاً، التلوّث البيئي الهائل الناتج عن عمل شركات النفط وعدم وجود أيّ ضوابط عملية للحدّ من ذلك التلوث”.
أمّا النائب عن محافظة البصرة، عبد الأمير المياحي، فيؤكد أنّ “مستشفى البصرة ليس بمستوى الطموح لمعالجة هذه الأمراض، خصوصاً مع شحّ في الأدوية”، لافتاً إلى أنّ “أطباء المستشفى أكدوا أنّ الارتفاع كبير في تلك الإصابات، والأسباب تتعلق بالتلوّث المتفشّي في المحافظة”.
بدورها، أشارت النائب عن البصرة، زهرة البجاري، إلى أن “ارتفاع معدّل الإصابات بالسرطان في مناطق متفرقة من المحافظة ناتج عن التلوّث الإشعاعي”، مؤكدة أنّ “المحافظة صارت مركزاً للتلوّث الإشعاعي والتلوّث النفطي اللذَين يتسببان بأمراض مختلفة لدى الأهالي ومنها السرطان”.