اوجه تشابه بين الهند والبصرة !!

شبه القارة الهندية ، هكذا تشتهر بتسميتها ، جمهورية الهند الاكبر بمساحتها الشاسعة والتي تقع في الجزء الجنوبي من قارة آسيا والثانية عالميا بعد الصين من حيث عدد السكان ، وتتنوع فيها الملل النحل والاديان واللغات والقوميات ، وواحد من اهم العبادات فيها (عبادة البقرة) فلا احد في الهند يجرؤ على ضرب البقرة او المساس بها حين تسير في الطرق العامة ، وهذا الحيوان الاليف يسرح ويمرح في شوارع وازقة ومناطق الولايات الهندية لانهم يعبدونها ويقدسونها كما هو اعتقادهم ،
و لا ينطبق هذا الاعتقاد على محافظة البصرة وسكانها وعموم العراق باي حال من الاحوال ، ولكن ما نرى ونشاهد قطعان الماعز والابقار والاغنام بين الفينة والاخرى وهي تسرح وتمرح في ساحات وشوارع المناطق الشعبية والراقية على حد سواء ، حتى امست من الظواهر المألوفة في المدينة ، وفي بعض الاحيان تقطع السير او تنام على الأرصفة وفي عرض الشارع وبعلم الجهات المعنية التي لا تحرك ساكنا ازاء هذه المشكلة الا ماندر،
وتلك الظاهرة لم تعد تقتصر على المناطق الريفية ولكنها انتشرت بشكل وبآخر في مركز المدينة والمناطق المحيطة به، الكثير من المواطنين من اهالي البصرة طالبوا الحكومة بوضع حد لظاهرة الرعي وتربية المواشي التي وصفوها بـ”غير الحضارية”، فيما رأى آخرون بأنها تشكل مصدر خطر على بيئة المحافظة، في وقت اقترحت جهات صحية مصادرة تلك المواشي للحد من تلك الظاهرة،
مواطنة : المواشي أكلت زرع حديقتنا
أم علي، ربة بيت، تسكن منطقة حي الخليج وسط البصرة تقول إن ” الابقار و الأغنام وخلال رعيها في مناطقنا اليومي تقريبا قد أضرت كثيرا بنا فهي تأكل ما تجده من ملابس والافرشة التي نعرضها الى اشعة الشمس” وتضيف “في الأسبوع الماضي وجدت عدد من الأغنام في بيتنا وهي تأكل زرع حديقتنا حيث ترك الأطفال باب الدار مفتوحا ” واضافت ” للأسف الشديد قدمنا شكوى الى الجهات المختصة ولم يضعوا حد لهذه المشكلة ”
ابو احمد من سكنة محلة الجمهورية قال ” بين الفينة والاخرى نشاهد تلك القطعان من الاغنام والابقار وهي تجوب الشوارع مع مالكيها في محلتنا تأكل من النفايات تحت نظر قسم بلدية المنطقة ” ولفت ” لا يوجد رادع لأصحابها من الجهات المختصة بالرغم من كثرة الشكاوي المتعددة من المواطنين”
فيما رأى حسن جبار، 45 عاما، الذي يعمل موظفا ويسكن منطقة المعقل” ان ظاهرة الرعي ليست المشكلة الوحيدة بل ان تربية الأغنام والماشية في المناطق السكنية التي انتشرت في الفترة الأخيرة دون رادع تعتبر مشكلة ” موضحا “ان تلك الظاهرة تتسبب بتلوث بيئي وانتشار للأمراض من خلال مخلفاتها وتكاثر الذباب والحشرات على تلك المخلفات ناهيك عن الروائح الكريهة التي تنبعث عن أماكن تربيتها” مستدركا ” ان غياب القانون سمح للبعض بممارستها واعتقد ان السبب هو انتقال الكثير من سكان المناطق الريفية على المدينة من خلال هجرة الفلاحين من مناطقهم الزراعية بسبب تردي الواقع الزراعي وتركهم مهنة الزراعة ”
مواطن ساخرا : للأغنام فوائد لأنها تساعد عمال التنظيف

صالح ثامر تهكم بسخرية “هناك بعض الفوائد لرعي الأغنام في المناطق والتي لا يمكن اغفالها لأنها تساعد عمال النفايات على تنظيف تلك الأماكن من القمامة المنتشرة في تلك الأحياء” حسب قوله ، ولفت ثامر “يجب ان تصرف لأصحابها أجورا مقابل هذه الخدمات اليومية والمستمرة ”
أما أبو حسين، وهو احد مربي الأغنام فيقول وهو يقود قطيع أغنامه تتقدمه بقرة في منطقة الجمعيات “نحن نعمل على باب الله وهذه مهنتنا التي لا سبيل لنا سواها”، ويتساءل “أين يمكن أن نرعى أغنامنا؟ نحن نشتري الأغنام والابقار والماعز ونربيها في بيوتنا ونرعاها في المناطق القريبة منا وهي تأكل على ما تجده من مخلفات الطعام”، مشيرا “الى أنه وعائلته ليس لديهم أي مهنة أخرى وهم يعيشون من خلال تربية وبيع المواشي” ويضيف “ان منطقة الصفاة ) المنطقة المخصصة لبيع الأغنام) بعيدة عنا ولا يمكن الذهاب إليها”
من جانبها حذرت جهات صحية من مخاطر انتشار ظاهرة رعي وتربية المواشي في المناطق السكنية لما تخلفه من أضرار بيئية فضلا عن الامراض المختلفة،
الدكتور قصي عبد اللطيف : رعي المواشي في المناطق السكنية ينقل مرض الاكياس المائية

الدكتور قصي عبد اللطيف قال “تعد من الظواهر الخطرة وتؤثر بشكل مباشر على صحة الإنسان فضلا عن تأثيراتها الأخرى على البيئة”، مبينا ” وإن رعي الأغنام في الأماكن السكنية وتغذيتها على القمامة ينقل الأمراض ومنها مرض الأكياس المائية وهذا المرض ينتج من مخلفات الكلاب السائبة في أماكن القمامة التي تتغذى عليها تلك الأغنام والابقار وحين يأكل الإنسان لحومها فانه يصاب بالمرض الذي من الممكن ان يؤدي إلى الوفاة” ويتابع عبد اللطيف “ومن الممكن ايضا ان تنقل أمراضا أخرى كحمى مالطة والإمراض المشتركة مثل الحمى القلاعية وغيرها من الأمراض فضلا عن تلويث البيئة وأضرارها في حال تربيتها في المناطق السكنية من خلال مخلفاتها”، مشددا على “ضرورة ان يتم التعاون بين جميع الجهات مثل البيئة والبلدية والصحة إضافة الى الجهات الأمنية من اجل منع تلك الظاهرة”.
وفي سياق متصل شددت ادارة المستشفى البيطري في البصرة على وجوب تظافر الجهود من قبل الجهات الامنية المسؤولة والحكومة المحلية من خلال إجراءات رادعة لمنع تلك الظاهرة ومحاسبة مالكيها ومصادرة او حجز تلك المواشي ، وتخصيص اماكن خاصة للرعي ولبيع المواشي بعيدة عن المناطق السكنية.

البصرة / خزعل اللامي