اخبار اقتصادية
عودة الحياة لميناء الواصلية بعد 39 سنة على اندثاره
وصل العراق بنسب إنجاز متقدمة في النهوض بأحد أهم موانئه القديمة المطلة على مرفئه البحري الوحيد في أقصى الجنوب،
بعد نحو 39 سنة من التخريب والدمار المتعمد إثر الحرب التي خاضها النظام السابق مع إيران مطلع ثمانينيات القرن الماضي.
ويرتقب ميناء الواصلية الواقع في محافظة البصرة، بعد شهور قليلة عودة الحياة إليه من سفر، وسياحة، والذي من المحدد أن يوفر 3 آلاف فرصة عمل، بعد أن كان منكسرا، ووحيدا في عزلة عن باقي موانئ المحافظة الزاخرة بالنشاط التجاري المستمر على مدار الساعة.
وكشف المدير العام لشركة موانئ العراق صفاء عبد الحسين، في حوار مع (سبوتنيك) عن كيفية إعادة تمويل ميناء الواصلية، والنسب المتحققة من إعادة ترميمه، وتأهيله، والفوائد التي يعود بها للبلاد، والبصرة.
وأفاد عبد الحسين، عن كيف يتم تمويل إعادة بناء ميناء الواصلية، بأن المادة ثالثا من العقد المبرم مع شركة المدن للخدمات النفطية الفقرة (1)، نصت على قيام الطرف الثاني، وعلى نفقته الخاصة بإنشاء، وتشغيل، وإدارة رصيف في ميناء الواصلية (رصيف تجاري، ورصيف للمسافرين)، وبالمواصفات الفنية، والمخططات، والتصاميم الهندسية المتفق عليها بين الطرفين.
وأضاف عبد الحسين، أن مدة التأهيل في الميناء، للعقد (2) سنة من تاريخ المباشرة في التأهيل في 22 تموز سنة 2018، ومدة العقد 30 سنة تبدأ عند انتهاء أعمال التأهيل.
وعن نسبة إنجاز إعادة تأهيل الميناء، المتحققة حتى الآن، أعلن عبد الحسين، أنها بلغت 46%، حسب تقرير مدير هيئة الإشراف.
وأجاب عبد الحسين عن ما هي المواد التي يتم تصديرها، واستيرادها عبر الميناء بعد تأهيله؟، قائلا: “حسب المادة الرابعة الفقرة 2 من العقد يكون استخدام الميناء متعدد الأغراض للبضائع العامة، والحيوانات، والنباتات”.
واختتم المدير العام لشركة موانئ العراق، معددا الفوائد التي تعود على البصرة بشكل خاص، والعراق عامة، والطرق، من الميناء وهي :”الحفاظ على ضفاف شط العرب من التآكل في هذه المنطقة، وتخفيض الزخم عن ميناء “أبو فلوس”، وعن الموانئ القديمة، والمساعدة في عودة الحياة، والعمران السكاني، وفتح مناطق جديدة للاستيطان، إضافة إلى العوائد المالية لشركة الموانئ من تشغيل الميناء المتروك”.
وكان العراق، قد وضع حجر الأساس لميناء الواصلية، في الرابع من أيار 2018، بعقد تشغيل مشترك مع شركة المدن، بحضور وفد دبلوماسي إيراني رفيع المستوى.
وصرح وزير النقل العراقي السابق كاظم الحمامي بعد وضعه حجر الأساس في التاريخ المذكور للميناء، في بيان حينها بأن “هذا المرفأ سيوفر 3000 آلاف فرصة عمل تكون حصراً لأهالي الناحية، فضلا عن الحركة التجارية التي سيلعبها في نقل البضائع بين جمهورية إيران الإسلامية، والجانب العراقي إذ سيخفف كثيرا على منفذ الشلامجة الحدودي”.
حينها بين الحمامي، أن الشركة التي أبرم العقد معها، ستكون ملزمة بإنشاء منتجع سياحي لأهالي الناحية مجاور للميناء، مع احتواء المرفأ الجديد على العديد من الأرصفة لنقل البضائع المتنوعة، والذي سيكون معبرا ستراتيجيا بين (البيرة في البصرة، وعبادان جنوب غربي إيران، والمطلتان على شط العرب). ومن المحدد أن يتحول ميناء الواصلية الذي تعرض للتدمير، والتخريب المتعمد مع بداية حرب مطلع ثمانينيات القرن الماضي، إلى مرفأ تجاري، وسياحي جميل على ضفاف شط العرب، قبالة مصفى مدينة (عبادان)، بين (السيبة)، و(الدويب)، كما أنه سيوفر قرابة الـ3 آلاف فرصة عمل لأبناء المناطق الريفية القريبة من الموقع.
الجدير ذكره، أن العراق يمتلك خمسة موانئ تجارية، هي : ميناء المعقل الذي يعتبر أقدم موانئ البلاد، وأهمها وعلى مقربة من مركز مدينة البصرة، أنشئ من قبل القوات البريطانية، في سنة 1914، وموانئ أم قصر، وخور الزبير، وأبو فلوس، والفاو الكبير الذي يعتبر واحدا من أكبر عشرة موانئ في العالم والمطل على الخليج العربي.