تقارير وتحقيقات
في مدينة النفط.. اهالي قرية “الخردة” ما زالوا يعيشون على “المياه الجوفية”
وسط معاناة صعبة للعيش الكريم وحياة مليئة بالبؤس، هذا ما يظهر على اهالي قرية الخردة بناحية سفوان غرب البصرة، الذين يفتقدون لقطرات المياه اكثر من النفط، مما جعلهم يحفرون بئرهم الوحيد الذي يسقون به زرعهم وحيواناتهم ويغسلون به ملابسهم بعدما عجزت الدولة عن توفير ماء الاسالة لهم منذ عشرات السنين.
حيث يقول احد مواطني هذه القرية عبد الله جاسم ان “ازدياد الكثافة السكانية في الاونة الاخيرة في القرية وبعدها الجغرافي عن مركز البصرة، اثر بشكل كبير على مواردها خصوصاَ في الجانب الزراعي الذي تأثر كثيراً بترسيم الحدود”، مبينا ان “القرية تفتقد لاي منفذ مائي يطل عليها مما لجأت حفر الابار الارتوازية التي اصبحت شبه معدومة”.
وطالب جاسم بـ”توفير الخدمات من ماء الاسالة ومحطة للتحلية بعد ان ملوا شراء الماء من السيارات الحوضية”. مؤكدا ان “المنطقة الان تعيش فقط على بئر واحد”.
ومن جانبه ذكر عضو المجلس البلدي في قضاء سفوان راضي طعمة زعلان انه “لايوجد حل غير اللجوء الى الابار الارتوازية من خلال التنسيق مع الجانب الكويتي”، موضحا ان “صحة البصرة حذرت من الابار الارتوازية بسبب احتواءه على مواد سامة”.
ودعا زعلان الحكومة الاتحادية الى “الالتفات لقرية الخردة وتوفير البديل رغم عدم وجود عجز في الميزانية وتخصيصات تمنحهم كل سبل ابسط الخدمات والحقوق”.
وفي غضون ذلك اوضح مدير الهيئة العامة للمياه الجوفية في البصرة عبد الجبار السعيدي، ان “دائرته تمكنت من حفر اكثر من الف بئر للنفع العام في المدارس والمستشفيات والدوائر الحكومية والشوارع والحدائق العامة”، مبينا ان ” الهيئة لديها سعي لحفر خمسين بئرا بديلا هو مشروع توفير المياه البديلة لقضاء الزبير الذي يعاني من شح المياه خصوصا في فصل الصيف”.
واشار الى ان “هذه الابار ستكون للغسل وسقي المزروعات في الشوارع ولتعويض عن كثير من المياه الصالحة للشرب وللتخفيف عن ماد الاسالة”، لافتا الى ان “المشروع الان في مكتب محافظ البصرة وبانتظار الموافقات الرسمية للبدء به”.
وزاد السعيدي ان “جميع تكاليف حفر الابار في كانت على الدائرة والوزارة، اما اليوم فالطرفين اصبحا لايستطيعان القيام بهذه العملية الصعبة لوجود التقشف المالي”.