اخبار العراق
دعوات لإبعاد القنصليات في البصرة عن دائرة الصراع
بعد قرار الولايات المتحدة الامريكية غلق قنصليتها في البصرة، اثر “تحذيرات أمنية”، دعت جهات حكومية وسياسية وشعبية في المحافظة، الى ابعاد القنصليات عن ساحة الصراع السياسي والاقليمي، مؤكدين ان القنصليات بحد ذاتها تقدم خدمات مباشرة للمواطنين في مقدمتها تسهيل شؤون السفر وتصديق الوثائق الرسمية.
في المقابل رأى آخرون على الصعيد الشعبي ان القنصليات لا جدوى منها سوى التدخل في احداث المحافظة وكانت ضالعة بالتطورات الاخيرة، ووصفها بعضهم “بالفتنة” وفي غلقها راحة وسلام، حسب قولهم.
رأس هرم السلطة التنفيذية في البصرة، المحافظ اسعد العيداني، اعتبر اغلاق القنصلية الامريكية ناتجا عن صراعات اقليمية، وسيلقي بظلاله سلباً على المحافظة.
وأكد العيداني بان تداعيات ما يجري بين الدول الاقليمية سيما بين ايران والامارات من تهديدات متبادلة رافقها تهديدات اخرى من قبل الولايات المتحدة للجانب الايراني وبالعكس، أدت الى اغلاق واشنطن لقنصليتها في البصرة وتحذير مواطنيها من البقاء في المحافظة، معربا امله بان تنتهي تلك الازمات دون حصول اي شيء يؤثر على البصرة والمنطقة.
وتنتظر البصرة وسيما بعد اعلانها عاصمة للاقتصاد العراقي، انفتاح اوسع على الشركات العالمية وجذب الاستثمار عبر ممثليات الدول وقنصلياتها، وتطرح الجهات المختصة بين حين وآخر خارطة للفرص الاستثمارية في خطوة لإيجاد بيئة استثمار واقتصاد جاذبة.
لكن الاحداث الاخيرة في البصرة والاحتجاجات الشعبية ضد تردي الخدمات تصاعدت حدتها، ورافقها حرق للقنصلية الإيرانية، واتخذ السفير في بغداد الايراني ايرج مسجدي بعدها خطوة فتح مقر بديل في الكورنيش، فيما لم يتم التأكد من استئناف خدماتها المتمثلة بإطلاق تأشيرات الدخول (الفيزا).
اما مطار البصرة الدولي الذي يحتضن مقر القنصلية الأمريكية، فقد استهدف محيطة الخارج بصواريخ من قبل مجهولين، ورغم انها لم تسفر عن خسائر بشرية او مادية، لكن واشنطن اصدرت قرارها بإغلاق القنصلية عازية ذلك الى “تحذيرات أمنية”
وبهذا الصدد، تؤكد عضو مجلس البصرة اكتفاء سباهي أن حكومة البصرة المحلية بشقيها التشريعي والتنفيذي ستتخذ خطوات مهمة للمساهمة بإعادة فتح القنصليتين الأمريكية والإيرانية في البصرة، مشددة عبر تصريحها للمربد على ضرورة عدم استهداف القنصليات في المحافظة كون وجودها له أبعاد تعاونية سواء على مستوى السياسي أو الاقتصادي وغيرها بما يخدم البصرة بشكل خاص و البلد بصورة عامة.
ووصفت سباهي ضرب القنصليات أو حرقها واستهدافها بالخطأ فادح ، لافتة إلى أن كافة دول العالم تسعى جاهدة كي تفتح الدول الأخرى سفارات وقنصليات في أراضيها بما يوسع من عمليات التبادل التجاري والسياحي وينشط اقتصاد البلد فضلا عن الانعكاس الايجابي لتلك القنصليات على الشأن السياسي.
ويشاطرها بالرأي، المحلل السياسي رشيد الفهد، والذي أكد على أهمية فصل القنصلية بين سياسة ومواقف دولتها وبين كونها دائرة تقدم الخدمات في انجاز معاملات المواطنين، سواء كانت قنصلية ايرانية او امريكية او غيرها، داعياً الى تأمين الحماية اللازمة لها تشكله من رابطة بين المحافظة ودول العالم، وتمتين العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية المشتركة فضلاً عن تقديم العون لمدينة البصرة.
اما الموقف الرسمي العراقي، فكان صريحا وسريعا، واعرب عن اسفه لقرار الغلق، وأكد التزامه بحماية البعثات الدبلوماسية الأجنبية المقيمة على أراضيه وتأمينها.
المتحدث باسم الوزارة احمد محجوب قال في بيان ان الحكومة العراقية عازمة على مواجهة اي تهديدات تستهدف البعثات الدبلوماسية أو أي زائر وافد باعتبار أمنهم جزءا من أمن العراق والتزاما قانونيا واخلاقيا.
ودعا محجوب البعثات الدبلوماسية الى أن لا تلتفت لما يتم ترويجه لتعكير جو الأمن والاستقرار والاساءة الى علاقات العراق مع دول العالم.
يشار الى أن محافظة البصرة شهدت في وقت متأخر من ليلة الجمعة 28 ايلول الجاري، سقوط 3 صواريخ في محيط المطار الذي يضم مقر القنصلية الامريكية في ثاني حادث يسجل خلال شهر ايلول الجاري بعد التظاهرات التي شهدت البصرة مؤخرا وما رافقها من احداث حرق لمباني حكومية ومقار احزاب اضافة الى القنصلية الايرانية.