اخبار اقتصادية
العراق يكشف أسباب تأخر توريد الغاز لدولة الكويت وتبعات عقوبات ترامب ضد ايران
عزا رئيس مجلس الإدارة، المدير العام لشركة تعبئة الغاز العراقية، علي عبدالكريم الموسوي، تأخر توريد الغاز العراقي إلى الكويت لأسباب فنية خاصة تتعلق بالإنتاج، كاشفاً أن بعض الشركات العالمية العاملة بالعراق تراجعت لأسباب فنية، ومعلوماتنا أن الشركات المنتجة بشكل عام تواجه دائماً بعض المشاكل الفنية، والتي يمكن تجاوزها مستقبلاً، ولكن بشكل عام هناك الكثير من التفاهمات مع الجانب الكويتي.
ونقلت صحيفة الرأي عن الموسوي قوله ان الغاز العراقي “مصاحب” وليس “حراً” وهناك كميات كبيرة جداً تحرق، وفي المقابل لدينا عروض استثمار ويتم تنسيق الأمر في الوقت الحالي.
وتابع “لقد حضرت اجتماعات عدة مع شركات عالمية لديها تكنولوجيا حديثة، كان يفترض أن تنتج بكميات محددة لكنها تراجعت لأسباب فنية، في حين أن الدراسات التي قدموها مشجعة جداً في ما يخص الغاز العراقي المصاحب، كما أن بعض الخطط المقدمة من (شل) لتنفيذ تطوير الإنتاج حالياً”، مشيراً إلى أن “عمليات الإنتاج تتطلب استثمارات ضخمة، في حين أن العراق يسدّد مبالغ ضخمة للشركات لرفع إنتاج النفط الخام والاستثمار في الغاز”.
من ناحية ثانية، أكد الموسوي صعوبة وقف التعاون العراقي – الإيراني في ظل العقوبات الأميركية، مشدّداً على أن “العراق يرتبط مع إيران بأطول حدود مشتركة، وتبادل تجاري كبير بين البلدين، فضلاً عن أن عمل الطاقة الكهربائية بالغاز الجاف لتشغيل المحطات الغازية، يتطلب فتح اعتمادات وتحويلات مالية، وبالتالي فإن العقوبات الأميركية تؤثر علينا بشكل مباشر”.
وتوقّع الموسوي أن يكون هناك طلب باستثناء العراق من العقوبات الأميركية الخاصة بالتعامل مع ايران في ظل تشغيل كثير من المحطات الكهربائية الاستثمارية والحكومية بالغاز الإيراني، موضحاً “علينا تحويل أموال بالدولار إلى ايران بشكل رسمي، ولو طبقت العقوبات الأميركية فستسبب لنا مشكلة”.
ولفت إلى أن تشغيل المحطات الغازية في العراق بالغاز أو الديزل كلفته عالية جداً نظراً للكميات المهولة المطلوبة، فإنتاج 1000 ميغاوات يتطلب ملايين الدولارات، متسائلاً “ما هي البدائل؟”.
وقال “حتى مصفاة كربلاء العملاقة الحديثة المنتظر انتهاؤها ودخولها العمل خلال عامين بطاقة 150 ألف برميل يومياً ستنتج 85 في المئة منتجات، والباقي ديزل عكس المصافي الحالية التي تنتج 50 في المئة مناصفة بين الديزل والمنتجات”.
وبيّن أن “هناك خصوصية لا بدّ من مراعاتها، فالعراق حليف لأميركا وعلاقته طيبة بدول الجوار، وليس من مصلحة واشنطن أن تحدث مشاكل بالعراق وألا يوفر البدائل للطاقة”.
وعن إنتاج الغاز، كشف الموسوي أن إنتاج بلاده الحالي نحو 5 آلاف طن يومياً، متوقعاً زيادة هذا الإنتاج مع العقود المبرمة مع الشركات في حقل الغراف، والحلفاية، بالاضافة إلى الإنتاج من بدرة والمواقع الأخرى ليرتفع إلى 16 ألف طن يومياً.
وذكر أن العراق استفاد من جولات التراخيص السابقة في الطروحات التالية والمقبلة، بما يخدم تنمية موارده وتحقيق قيمة مضافة، وبما يحقق الاستقرار والاطمئنان لرؤوس الاموال والمستثمرين.
وفي هذا السياق، أوضح الموسوي أن الإنتاج العراقي حالياً 4.5 مليون برميل يومياً، منها 3.5 مليون برميل يتم تصديرها إلى آسيا وأوروبا، لافتاً إلى أن الإستراتيجية الموضوعة تقضي بالوصول إلى 6 ملايين برميل يومياً بحلول 2020 /2021.
ونوه إلى أن بغداد نجحت في إنتاج نوعين من النفوط الثقيلة والخفيفة، والتي حققت إيرادات إيجابية، مطالباً المستثمرين بضرورة التعامل مع العراق بنضوج في ظل استراتيجيته الطموحة.
كما أوضح أن العراق يجهز للطرح الثالث لرقع استكشافية، وسيتم فيها نوع من الضبط أكثر من قبل من حيث الإدراة المشتركة في الحقول الاستكشافية مع الشركات، قائلاً “في بداية الأمر كانت التكلفة عالية، وبعد التفاوض تمكّنا من تقليل الكلفة التي كان مبالغاً فيها ببعض الأحيان”.