اخبار اقتصادية
شحنات النفط العراقية تواجه منافسة من الخام الروسي.. وخبير يعلق
قد يواجه العراق، الذي يصدر حاليًا غالبية النفط الخام إلى آسيا، منافسة في تلك السوق من الدرجات الروسية التي تُباع بخصم على الخامات الأخرى وسط تشديد العقوبات المفروضة على موسكو.
وقالت مصادر تجارية لموقع “ستاندرد آند بورز جلوبال”، إن من المرجح أن يواجه خام البصرة العراقي منافسة شديدة في دورة التداول الحالية حيث تجتذب الدرجات البديلة من روسيا والغرب بشكل متزايد المشترين ذوي الحساسية للسعر في آسيا.
ووفقًا لبيانات الشحن منKpler ، ففي العام الماضي كان العراق ثاني أكبر منتج للنفط في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، أكبر مورد للنفط للهند، ويعتبر الاخير ثاني أكبر مستورد للخام في آسيا .
وزود العراق الهند بأكثر من مليون برميل يوميا في عام 2021، أي أكثر من ثلث إجمالي صادراته العام الماضي، وفقا لكبلر.
وأظهرت بيانات أن العراق زود الصين بـ 953 ألف برميل يوميا في عام 2021، وهو ثاني أكبر زبون للنفط العام الماضي، فيما استقبلت أوروبا 15٪ من صادرات العراق من النفط الخام عام 2021.
ومع ذلك، قام العراق بتصدير المزيد من الخام إلى أوروبا في الأشهر الأخيرة، حيث ارتفعت أحجام ايار إلى 635 ألف برميل في اليوم من 591 ألف برميل في اليوم في نيسان و500 ألف برميل في اليوم في اذار، وفقًا لبيانات كبلر.
وظلت صادرات الخام الروسية المنقولة بحراً عند أعلى مستوياتها بعد الوباء في النصف الأول من حزيران، حيث واصلت الهند والصين اقتناص كميات مخفضة وتراجع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي عن تجارة النفط مع موسكو قبل الموعد النهائي للكتلة في الربع الأول من عام 2023 لإنهاء واردات الخام الروسي.
وأظهرت بيانات Kpler أن البلدين المستوردين للنفط الآسيويين قد نما حصتهما من الخام الروسي المشحون إلى ما يقرب من 30٪ و 20٪ على التوالي، وهو نمو مجمّع بأكثر من مليون برميل في اليوم على مستويات ما قبل الحرب.
ويتم تداول خام الأورال من الدرجة الرئيسية للتصدير في روسيا بخصومات كبيرة على الخامات الأخرى منذ غزو البلاد لأوكرانيا في 24 فبراير.
وتم تصنيف جبال الأورال الروسية على أنها درجة حامضة متوسطة، مع ثقل معين يبلغ حوالي 31-32 API مع محتوى كبريت بنسبة 1.7٪ ، وهذا يجعلها متشابهة جدًا من حيث الجودة مع الخامات متوسطة الحموضة الأخرى مثل البصرة المتوسطة، والعربية السعودية المتوسطة، والعربية الثقيلة، والإيرانية الثقيلة، وميرو البرازيلية ومزيج النفط الخام
من جانبه علق الخبير النفطي امير محمد الحسني على امكانية منافسة الخام الروسي للخام العراقي في اسواق اسيا، قائلاً إن “الخام الروسي لا يمكنه ان ينافس اسواق الخام العراقي”، عازياً السبب إلى أن الاخير “يتعامل مع شركات رصينة ولديه عقود آجلة مع شركات حكومية هندية وصينية لشراء النفط”.
وبين الحسني، ان “الاقبال على النفط الروسي يأتي من قبل الشركات الهندية المستقلة وليس الحكومية نظرا لانخفاض اسعاره المباع لآسيا بعد الحظر النفط الروسي من قبل الاتحاد الاوربي”.
وتابع انه “رغم دخول النفط الروسي لأسواق اسيا الا ان النفط العراقي ما زال يحتل المرتبة الاولى لواردات الهند للأشهر الماضية، كما انه يحتل المرتبة الثالثة لواردات الصين النفطية”، مستدركا ان “انخفاض اسعار خام الاورال الروسي يثير شهية الشركات النفطية التجارية في اسيا”.
ولفت الى ان “العراق يمكنه ان يلعب دورا اكبر في تصدير النفط الى اوربا لتعويض النفط الروسي، وهذا ما سمعنا عنه من رغبة بعض الدول كبريطانيا وفرنسا والمانيا من الحصول على النفط العراقي خلال الفترة المقبلة”، مؤكدا ان “هذه الصادرات لن تكون على حساب صادراته النفطية المخصصة لاسيا”.
وكان وزير النفط العراقي احسان عبد الجبار، قد أكد سعي العراق لزيادة انتاجه النفطي الى 8 ملايين برميل يوميا في نهاية عام 2027 .